قصة الاحنف بن قيس ( مع ايات القران)

بسم الله الرحمن الرحيم
قصة الأحنف بن قيس مع آيات من القرآن
ذكر الحافظ محمد بن نصر المروزي في جزء (قيام الليل) عن الاحنف بن قيس انه كان يوما جالسا،
فعرضت له هذه الآية: (لقد انزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون) الانبياء 10 _ فإنتبه،
فقال: علي بالمصحف لألتمس ذكري اليوم حتى أعلم مع من أنا ومن أشبه، يعني: لما علم ان القرآن قد ذكر جميع صفات البشر وبين صفاتهم ومراتبهم أراد ان يبحث عن نفسه في أيّ الطبقات هو، فنشر المصحف فمر بقوم (كانوا قليلا من الليل ما يهجعون وبالأسحار هم يستغفرون وفي أموالهم حق للسائل والمحروم) الذاريات 17 _
ومر بقوم (تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون) السجده 16
ومر بقوم (يبيتون لربهم سجدا وقياما) المائده 2 _،
ومر بقوم (ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) ال عمران 132 .
ومر بقوم (يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة، ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون) الحشر ايه 9 .
ومر بقوم (يجتنبون كبائر الإثم والفواحش واذا ما غضبوا هم يغفرون، والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون) الشورى 37.
فوقف الاحنف ثم قال: اللهم لست أعرف نفسي ههنا. يعني لم يجد هذه الصفات في نفسه حتى يعد نفسه من أهل هذه الطبقة،
ثم أخذ الاحنف السبيل الآخر فمر في المصحف بقوم (اذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون) الصافات 36_ ،
ومر بقوم قال الله تعالى فيهم (واذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة، واذا ذكر الذين من دونه اذا هم يستبشرون) الزمر 45،
ومر بقوم يقال لهم (ما سلككم في سقر؟ قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين حتى أتانا اليقين) المدّثر .
فوقف الاحنف ثم قال: اللهم اني أبرأ إليك من هؤلاء فما زال الاحنف يقلب ورق المصحف ويلتمس نفسه في أي الطبقات حتى وقع على هذه الآية: (وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئاً عسى الله ان يتوب عليهم ان الله غفور رحيم) التوبة 102 _فقال الاحنف: اللهم انا من هؤلاء.
نسأل من الله حسن العاقبه
وغفران الذنوب

منقول